يأنس الإنسان بالاجتماع ببني جنسه وذلك من أهم الحاجات لديه, وإذا حبس منفرداً بعيداً عن الآخرين عد ذلك من أقسى أنواع التعذيب وهو ما يسمى بالسجن الانفرادي (والعياذ بالله)ومن حبه للجماعة تراه يسعى جاهداً دون علم وبعلم منه في أحيان كثيرة لزيادة معارفه من بني البشر.
وفي ظل الوطن الكبير وانفتاح الثقافات المحلية تزايدت علاقاتنا مع الآخرين فبعد معرفة إنسان القرية للعشرات من بني قومه هاهو اليوم يتعرف على الكثير في أرجاء البلاد بل وعلى مستوى العالم أيضاً وهذه ظاهرة صحية إلا أن الذي نود الإشارة إليه هنا, الأثر السلبي الذي خلفته المدنية من قلة التواصل بين القرابة أحياناً وعدمه بين الجماعة في أحايين كثيرة بسبب المسافات التي باعدت بين الناس بشكل ظاهر.
ومن لطف الله أن جعل في هذا الزمان مع البعد الجغرافي وسائل اتصال اختصرت المسافة والزمن في آن واحد ولإخواننا في القرية(الحكمان ) قصب السبق على مستوى زهران وغيرهم في التواصل من يوم عملت قائمة بأرقام الجوال والهاتف لأبناء الحكمان على مستوى المملكة ومن منتدى الحكمان إلى جوال الحكمان والآن بحمد الله تم تدشين إخبارية الحكمان وهي كل يوم في تألق بفضل الله, وهي في نظري وسيلة يجب التفاعل معها سواء بالكتابة فيها أو باستكتاب المشاهير من أبناء القرية و لا أقل من ارتيادها وتقديم المشورة والتوجيه للقائمين عليها ودعمها بالأخبار والتقارير.وإنني أدعو الشباب جميعا وخاصة من يملكون مهارة الكترونية في التصميم وغيره لدعمها بكل ما تحتاجه وذلك لتصل لهدفها الأسمى وهو التواصل الاجتماعي الراقي الذي يجعل أبناء القرية أينما كانوا يرجعون لهذا الموقع لسماع الأخبار والمناسبات والمشاركة فيها.
ولقد أعجبت بما ورد في إخبارية الحكمان من أخبار الجماعة بمدينة الرياض حيث يعقدون لقاءات عائلية على مستوى راقي كما أعلم عن دورية الجماعة بالطائف وهي قديمة جداً
وهذه مناسبة للدعوة لتعميم التجربة على جميع المدن وذلك بتوجيه رسالة من جوال الحكمان إلى الساكنين بكل مدينة تدعوهم للقاء فيما بينهم مع وضع جوال أحد الجماعة بالمدينة ضمن الرسالة للتنسيق.ونعلم فائدة الاجتماع والتواصل وهو من الخير وفيه مصالح دينية واجتماعية يجب السعي إليها حتى نجني ثمرها الطيب ,قال الله تعالى : (واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا ), وقصة المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار وإعطاء النبي صلى الله عليه وسلم الأولوية لها على كثير من الأعمال دليل على أهمية التواصل بين الناس, وهناك الكثير من الأدلة الشرعية تبين فضل الصلة التي لاتخفى على أمثالكم .والله أسال أن يوفق الجميع وأخص بالدعاء القائمين على هذا الموقع المبارك حيث ساهموا في الصلة والتقارب والى مزيد من التواصل ،والحمد لله رب العالمين.
خالد بن جمعان ابوحفاش
مكة المكرمة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق